وقيل: سمي شهيداً، لأن أرواحهم أحضرت دار السلام.

لأنهم {أحياء عند ربهم يرزقون} وأرواح غيرهم لا تصل إلى الجنة.

فالشهيد بمعنى الشاهد أي الحاضر للجنة، وقيل سمي بذلك: لسقوطه بالأرض والأرض الشاهدة، وقيل سمي بذلك: لشهادته على نفسه لله عز وجل حين لزمه الوفاء بالبيعة التي بايعه في قوله الحق {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} .

فاتصلت شهادة الشهيد الحق بشهادة العبد فسماه شهيداً.

ولذلك قال عليه السلام: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» وقال في شهداء أحد: أنا شهيد على هؤلاء لبذلهم نفوسهم دونه، وقتلهم بين يديه.

تصديقاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم، هذا الكلام في شهيد.

فأما الشهادة، فصفة سمي حاملها بالشاهد ويبالغ بشهيد، وللشهادة ثلاثة شروط لا تتم إلا بتمامها وهي: الحضور، والوعي، والأداء، أما الحضور: فهو شهود الشاهد المشهود.

والوعي: زمى ما شاهده وعمله في شهوده ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015