[بداية الباب الخامس والأربعون]

(الباب الخامس والأربعون ما جاء في الغناء وأخبار المغنّين والقيان) نذكر فيه ما جاء في حظره وإباحته، وأخبار من سامح نفسه في استماعه، وأهواء الناس فيه، وملحا من أخبار المغنّين والقيان. ونسأل من الله حسن التجاوز والغفران، وأن يسبل على ما أفضنا فيه من اللّغو أستار الصّفح والعفو، إنّه جواد كريم.

قال الله عزّ وجلّ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً

(لقمان: 6) قال ابن مسعود رضي الله عنه: لهو الحديث: الغناء.

«1» - وروى ابن مسعود عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم أنّه قال: «الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل» . وروى أبو أمامة الباهليّ أنّه صلّى الله عليه وسلم نهى عن بيع المغنّيات وشرائهنّ والتجارة فيهن وأكل أثمانهن، وثمنهنّ حرام.

«2» - قال الشافعي. رضي الله عنه: الغناء بغير آلة مكروه. وحكي عن سعيد ابن ابراهيم الزّهري وعبد الله بن الحسن العنبريّ أنّهما قالا: ليس بمكروه.

«3» - وروي أن ابن مليكة بينا هو يؤذّن إذ سمع الأخضر الجدّيّ يغنّي من دار العاص بن وائل: [من الطويل]

تعلّقت ليلى وهي ذات ذؤابة ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015