وفيما يلي التفصيل في هذه المسائل:

المسألة الأولى

التدرج في الدعوة إلى الموضوع أولًا: أهمية البدء بالتوحيد: تقدّم لنا أن موضوع الدعوة هو الدين الإسلامي، وأن أصل الدين الإسلامي هو التوحيد، فقد بدأ به جميع الأنبياء باختلاف أزمانهم وأمكنتهم، فدل على أهمية البداءة به، في كل مكان وزمان، وقد اتفق العلماء على القول بذلك، يقول الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - مبينًا أهمية البدء بالتوحيد: " فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كما يحدث إذا دخل الحدث في الطهارة، كما قال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} [التوبة: 17] (?) (?) .

ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: " فإنه صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله بدأ الناس بالدعوة إلى التوحيد في مكة، وترك الشرك، هذا أول شيء يبدأ به، قبل كل شيء يدعو الناس إلى توحيد الله، ونبذ آلهتهم المعبودة من دون الله، من أشجار وأحجار وأصنام وغيرها، ولهذا لما بعث معاذًا إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015