الكهف

سُورَةُ الْكَهْفِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قَالَ تَعَالَى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (قَيِّمًا) : فِيهِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا: هُوَ حَالٌ مِنَ الْكِتَابِ، وَهُوَ مُؤَخَّرٌ عَنْ مَوْضِعِهِ ; أَيْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ قَيِّمًا ; قَالُوا: وَفِيهِ ضَعْفٌ ; لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ بَعْضِ الصِّلَةِ وَبَعْضٍ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: (وَلَمْ) : مَعْطُوفٌ عَلَى أَنْزَلَ. وَقِيلَ: «قَيِّمًا» حَالٌ، «وَلَمْ يَجْعَلْ» حَالٌ أُخْرَى. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ «قَيِّمًا» مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ; تَقْدِيرُهُ: جَعَلَهُ قَيِّمًا ; فَهُوَ حَالٌ أَيْضًا. وَقِيلَ: هُوَ حَالٌ أَيْضًا مِنَ الْهَاءِ فِي «وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ» وَالْحَالُ مُؤَكِّدَةٌ، وَقِيلَ: مُنْتَقِلَةٌ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: (لِيُنْذِرَ) : أَيْ لِيُنْذِرَ الْعِبَادَ، أَوْ لِيُنْذِرَكُمْ. (مِنْ لَدُنْهُ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّ الدَّالِ وَسُكُونِ النُّونِ وَهِيَ لُغَةٌ. وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّ الدَّالِ وَكَسْرِ النُّونِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْتَلِسُ ضَمَّةَ الدَّالِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْتَلِسُ كَسْرَةَ النُّونِ.

قَالَ تَعَالَى: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَاكِثِينَ) : حَالٌ مِنَ الْمَجْرُورِ فِي «لَهُمْ» وَالْعَامِلُ فِيهَا الِاسْتِقْرَارُ. وَقِيلَ: هُوَ صِفَةٌ لِأَجْرٍ، وَالْعَائِدُ: الْهَاءُ فِي «فِيهِ» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015