وَالثَّانِي: تَصِيرُ جِنَانًا. قَالَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ تَبْدِيلَهَا تَكْوِيرُ شَمْسِهَا وَتَنَاثُرُ نُجُومِهَا. قاله ابن عباس. والرابع: أنها تبدل بسماوات كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ. قَالَهُ مُجَاهِدٌ. وَالْخَامِسُ: [أَنَّ تَبْدِيلَهَا تَغْيِيرُ أَحْوَالِهَا , فَمَرَّةً تَكُونُ كَالْمُهْلِ , وَمَرَّةً كَالدِّهَانِ. قَالَهُ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ. وَالسَّادِسُ:] أَنَّ تَبْدِيلَهَا أَنْ تُطْوَى كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ. وَالسَّابِعُ: أَنْ تَنْشَقَّ فَلا تُظِلُّ. ذَكَرَهُما الْمَاوَرْدِيُّ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ , فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " عَلَى الْجِسْرِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} يعني الكفار {يومئذ مقرنين} فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا يُقْرَنُونَ مَعَ الشَّيَاطِينِ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: تُقْرَنُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ إِلَى رِقَابِهِمْ. قَالَهُ ابْنُ زَيْدٍ. وَالثَّالِثُ: يُقْرَنُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. قَالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ.
وَالأَصْفَادُ: الأغلال.
قوله تعالى: {سرابيلهم من قطران} وَهِيَ الْقُمُصُ , وَاحِدُهَا سِرْبَالٌ , وَالْقَطِرَانُ: مَعْرُوفٌ , وَهُوَ شَيْءٌ يُتَحَلَّبُ مِنْ شَجَرٍ تُهْنَأُ بِهِ الإِبِلُ.
قَالَ الزَّجَّاجُ: إِنَّمَا جُعِلَ الْقَطِرَانُ لأَنَّهُ يُبَالِغُ فِي اشْتِعَالِ النَّارِ فِي الْجُلُودِ , فَحَذَّرَهُمْ مَا يَعْرِفُونَ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ {مِنْ قِطْرٍ} بكسر القاف وسكون الطاء والتنوين {وأن} بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِهَا وَمَدِّهَا. وَالْقِطْرُ: الصُّفْرُ وَالنُّحَاسُ وآن [قد] انتهى حره.