بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم. أما بعد:

فإنه لا يخفى تميز هذه الأمة بالسند الذي حفظ الله به الدين وميز به الخبيث من الطيب، قال الإمام عبد الله بن المبارك: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، وقد اعتنى علماء الأمة أهل الحديث بالسند اعتناءًا تامًا. وأولوه اهتمامهم في صور كثيرة، وكان من تلك الصور البحث عن أسماء المحدثين وكناهم حتى تتميز ولا تختلط وحتى يكشف فيها عما قد يلحقها من اشتباه. وقد أكثر أهل الحديث من التصنيف في هذا الباب (باب الأسماء والكنى). تفصيلًا وإجمالًا. ومن تلك المصنفات كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم لأبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد المقدَّمي المتوفى سنة 301هـ. وقد يسر الله إخراجه والتعليق عليه مع ما تقدم ذلك من دراسة اشتملت على ثلاثة فصول هي:

الأول: نبذة عن علم الأسماء والكنى بينت فيها المقصود بهذا العلم، والمراد من البحث فيه وأهمية بحثه وفوائد ذلك العلم، وفروع وأقسام الأسماء والكنى، والمؤلفات فيه عن المتقدمين والمتأخرين.

الثاني: في ترجمة مؤلف هذا الكتاب أبي عبد الله محمَّد بن أحمد بن محمَّد المقدَّمي. ببيان اسمه ونسبه، وأقوال من ترجموا له فيه، وذكر مؤلفاته.

الثالث: في دراسة كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم، وذلك ببيان موضوعه ونسخه، ونسبته لمؤلفه، وفوائده؛

فإلى بيان ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015