أعلم بصحتها، من ذلك: أنه يستحلُّ دمَ من استغاث بغير الله؛ من نبيًّ أو وليٍّ أو غير ذلك.

ولا ريب أن ذلك - عن اعتقاد تأثير المستغاث به كتأثير الله - كُفْرٌ، يصير به صاحبه مرتدًا؛ كما يقع من كثير [من] هؤلاء المعتقدين للأموات الذين يسألونهم قضاء حوائجهم، ويعولون عليهم زيادة على تعويلهم على الله - سبحانه وتعالى -، ولا ينادون الله - جل وعلا - إلا مقترنًا بأسمائهم، ويخصونهم بالنداء منفردين عن الرب، فهذا كفر لا شك فيه ولا شبهة، وصاحبُه إذا لم يتب، كان حلالَ الدم والمال كسائر المرتدين.

ومن جملة ما يبلغنا عن - صاحب نجد -: أنه يستحلُّ سفكَ دم من لم يحضر الصلاة في جماعة، وهذا - إن صح - غيرُ مناسب لقانون الشرع، نعم، من ترك صلاة فلم يفعلها منفردًا، ولا في جماعة، فقد دلت أدلة صحيحة على كفره، وعورضت بأخرى، فلا جرح على من ذهب إلى القول بالكفر، إنما الشأن في استحلال دم من ترك مجرد الجماعة، ولم يتركها منفردًا، وتبلغ أمورٌ غيرُ هذه، الله أعلمُ بصحتها. وبعض الناس يزعم أنه يعتقد اعتقادَ الخوارج، وما أظن أن ذلك صحيح.

فإن صاحبَ نجد وجميعَ أتباعه يعملون بما يعلمون من [الإمام شيخ الإسلام] محمد بن عبد الوهاب، وكان حنبليًا، ثم طلب الحديث بالمدينة المشرفة، فعاد إلى نجد، وصار يعمل باجتهادات جماعة من متأخري الحنابلة؛ كابن تيمية، وابن القيم، وأضرابهما، وهم من أشد الناس على معتقدي الأموات، وقد رأيت كتابًا من صاحب نجد الذي هو الآن صاحب تلك الجهات، أجاب به على بعض أهل العلم، وقد كاتبه وسأله بيان ما يعتقده.

فرأيت جوابه مشتملاً على اعتقاد حسن موافق الكتاب والسنة، والله أعلم بحقيقة الحال، وأما أهل مكة، فصاروا يكفِّرونه، ويطلقون عليه اسم: الكافر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015