أجرام الأفلاك وحدود الأقاليم، رفضَ كتابَ الله الحكيم العليم، واقتصر على الهيئة، وأنكر أن تكون له إلى الله فَيْئَةَ، قال: فهو يعتقد أن الزمان دَوْر، وأن الإنسان نبات أو نَوْر، ثمامه واختطافه قطافه، قد محا الإيمانَ من قلبه، فما له فيه رسم، ونسي الرحمن لسانه، فما يمر له عليه اسم. إلى آخر ما قال. وأثنى عليه المَقَّري في "نفح الطيب"، وسبب العداوة بينه وبين الفتح ذكره لسانُ الدين بن الخطيب في "الإحاطة"، وحكاه سليم الخوري في "آثار الأدهار". توفي بفاس عام 544، وقيل: إن جماعة من أطبائها سَمُّوه حسدًا وعدوانًا، وذكره ابن أبي أُصَيْبِعَة في كتاب "عيون الأنباء"، وذكره ابن الطفيل، وهما متعاصران.

324 - ابن بَطَّال: هو أبو الحسن عليُّ بنُ خلف بنِ عبدِ الملك بنِ بطال، الإمامُ، الحافظُ المالكيُّ البكريُّ.

أصله من قرطبة، وأخرجته الفتنة إلى بَلَنْسِيَة، وكان عالمًا فقيهًا، عني بالحديث، وله شرح على "صحيح البخاري"، وولي قضاء لُورْقَة، وروى عنه جماعة، وله كتاب "الاعتصام" في الحديث، وكانت وفاته سنة 444، أو سنة 449.

325 - ابن جماعة: هو محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ سعدِ الله، الكنانيُّ، الشافعيُّ، قاضي القضاة.

سمع من جماعة، وحدث، وكان له مشاركة جيدة في الفقه والأصول والحديث والتفسير، وكان خطيبًا دينًا، ولي الخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، ثم بالشام، وحصلت له دنيا واسعة، ثم ولي بعد ذلك مناصب عديدة.

ولد سنة 649 بحماة، وتوفي سنة 744، وكان يقرض الشعر، وله تصانيفُ جيدة منها: كتاب "التبيان في مبهمات القرآن"، ورد على المشبهة في الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وكتاب "المنهل الروي في الحديث النبوي"، وهو مختصر في الحديث، جمع فيه خلاصة المحصول من علوم الحديث لابن الصلاح، وزاد عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015