بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض ومغاربها على رأس السبع مئة، أما المشرق وأقاليمه، فقد غلقت الأبواب، وانقطع الخطاب، والله المستعان، وأما المغرب، وما بقي من جزيرة الأندلس، فيندر من يعتني بالرواية، فضلاً عن الدراية.

ثم ذكر الطبقة الحادية والعشرين: وسمَّى من حفاظها: شيخ الإسلام بن تيمية، وقال: الشيخ الإمام العلامة، الحافظ الناقد المجتهد، المفسر البارع، شيخُ الإسلام، علم الزهاد، نادرة العصر،، أحد الأعلام، قال: وكان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، وأفراد الشجعان، أثنى عليه الموافق والمخالف، توفي سنة 728. ثم ذكر المزيَّ محدثَ الشام، وأثنى عليه كثيرًا، قال: يرافق هو وابن تيمية كثيرًا في سماع الحديث، وكان يقرر طريقة السلف من السنة، ويعضد ذلك بالمباحث النظرية، والقواعد الكلامية، وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك، تركُها أسلمُ وأولى.

308 - أبو بكر بن المعافري (?) الإمامُ، القاضي.

وهو فخر المغرب، إمام في الأصول والفروع، قال الشيخ العلامة أحمد بن محمد الشهير بالمَقَّري في كتابه "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب": ومن شعره - وقد ركب مع أحد أمراء الملثمين - وكان ذلك الأمير صغيرًا، فهز عليه رمحًا - كان في يده - مداعبًا له، فقال:

يَهُزَّ عَلَيَّ الرمحَ ظبيٌ مُهَفْهَفٌ ... لَعوبٌ بِأَلبابِ البريَّةِ عابثُ

فلو كانَ رمحًا واحدًا لاتَّقيته ... ولكنَّه رمحٌ وثانٍ وثالِثُ

وقد اختلف حذاق الأدباء فى قوله: ثان وثالث، ما هما؟ فقيل: القَدَّ واللَّحظ، وقيل غير ذلك، انتهى. ذكره الحجازي في "المسهب"، وابن الإمام في "سمط الجمان"، والشقندي في "الطرف". سمع - يعني: الحديث -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015