حتى ظننا جميعًا أن جيشًا قد قدم، فكنا نقول: ليتنا صلينا عليه قبل أن يغشانا، فلما اجتمع الناس، وقاموا للصلاة، كأن الصوت لم يكن، ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانًا واقف على رأس درب أبي يعلى وهو يقول: أيها الناس! من أراد منكم الطريق المستقيم. فعليه بطريق أبي يعلى، أو نحو هذا، مات سنة 346.

قلت: وهذا من بركة اتباع السنة.

ومنهم: الحافظ الكبير حسن بن سعيد القرطبي، قال الذهبي: وكان علامة مجتهدًا لا يقلد.

ومنهم: ابن شاهين الحافظ الإمام المفيد - محدث العراق - عمر بن أحمد البغدادي، ذكر الذهبي عن الخطيب، عن الداودي: أنه كان لا يعرف الفقه، وكان إذا ذكر له مذهب أحد يقول: أنا محمدي المذهب. مات سنة 358.

ثم عقد الذهبي الطبقة الحادية عشرة: وسمى منهم بضعًا وسبعين إمامًا.

ثم ذكر في الطبقة الثانية عشرة: ثلاثين نفسًا من الأئمة، منهم: الحافظ الصوري محمد بن علي الساحلي، قال الخطيب: كان من أحرص الناس على الحديث، وأكثرَهم كتبًا، ومن كلامه:

قلْ لمن عاتدَ الحديثَ وأضحى ... عائِبًا أهلَه ومَنْ يَدَّعيهِ

أبِعِلْمٍ تقولُ هذا أَبِنْ لي ... أَمْ بجهلٍ فالجهلُ خُلْقُ السفيهِ

أَيُعاب الذين حفظوا الديـ ... ـــــنَ من التُرَّهاتِ والتَّمويهِ

وإلى قولِهم وما قَدْ رَوَوْهُ ... راجعٌ كلُّ عالِمٍ وفَقيهِ

توفي سنة 441.

ومنهم: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، قال الذهبي: كان مظهرًا للسنة، داعيًا إليها، رادًا على أهل الفلسفة والإلحاد، لا يخاف في الله لومة لائم، حافظًا للحديث، بارعًا في اللغة، قال أبو سعد السمعاني: كان مظهرًا للسنة، داعيًا إليها، محرضًا عليها، وكان سيفًا مسلولاً على المخالفين، وجذعًا في أعين المتكلمين، وطودًا في الحديث لا يتزلزل، وقد امتُحن، مات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015