ما لي أراكَ حزينًا باكِيًا أسفًا ... كأنَّ قلبَكَ فيه النارُ تستعرُ

فقلت:

إنِّي بعيدُ الدار عن وطني ... ومُمْلِقُ الكَفِّ والأحبابُ قد هَجَروا

قلتُ: ومن هذا الوادي قول آفرين اللاهوري في الأبيات القسمية:

لعريان يتيمى تمنا نورد ... كه عيد آمد وجامه كلكون نكرد

171 - أبو محمد، عبد الله البردانيُّ، الزاهدُ.

قال الإمام العالم المقرىء زينُ الدين أبو الفرج عبدُ الرحمن بن شهاب الدين أبو العباس أحمدُ بن حسن بن رجب الحنبليُّ - رحمه الله تعالى - في كتابه "الطبقات" في ذكر المترجَم له: كان منقطعًا في بيت بجامع المنصور يتعبد فيه خمسين سنة. [لا رهبانية في الإسلام]

روى عنه أبو بكر المرزوقي الفرضيُّ: أنه قال: رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال لي: يا عبد الله! من تمسك بمذهب أحمد في الأصول، سامحته فيما اجترح، أو فيما فرط في الفروع، توفي رح. سنة 461، ودفن في مقبرة الإمام أحمد، رح.

172 - علي بن الحسين بنِ أحمدَ، العكبريُّ، يعرف بابن جداء.

كان فاضلاً خيرًا ثقة، شديدًا في السُّنَّة، على مذهب أحمد، كثيرَ الصلاة، حسنَ التلاوة للقرآن، ذا لَسَن وفصاحة في المجالس، ذكره ابن الجوزي.

توفي سنة 468، ودفن في مقبرة أحمد. روى عنه الخطيب: أنه قال: رأيت هبة الله الطبريَّ في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال: كلمة خفية: بالسنَّة. وحكى عن أحمد البجلي الحافظ أنه قال: دخل ابنُ فَوْرك على السلطان محمود، فتناظرا، فقال ابن فورك لمحمود: لا يجوز أن تصف الله بالفوقية؛ لأنه يلزمك أن تصفه بالتحتية؛ لأنه من يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت، فقال محمود: ليس أنا وصفته بالفوقية، فيلزمني أن أصفه بالتحتية، وإنما هو وصف نفسه بذلك، قال: فبهت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015