الناحية السياسية

عاش البيهقي - رحمه الله- في الفترة الواقعة ما بين عام أربعة وثمانين وثلاثمائة (384) حيث كانت ولادته، وثمانية وخمسين وأربعمائة (458) حيث كانت وفاته.

ومعنى ذلك أن البيهقي عاصر الدولة العباسية في أحلك أيامها حيث كان عهد الدويلات المتناحرة، وحيث أفل الوجود الفعلي للسلطة العليا.

فقد عاصر البيهقي من خلفاء بني العباس القادر بالله الذي تربع على عرش الخلافة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (371) ، أثر قبضه على الخليفة الطائع لله، وخلعه له [1] . واستمرت خلافته إلى حين وفاته سنة سبع وستين وأربعمائة (467) [2] .

وكان الضعف قد دب في أوصال الدولة العباسية منذ عهد الخليفة محمد المنتصر بن المتوكل، الذي تواطأ مع جماعة من الأمراء سنة سبع وأربعين ومائتين على قتل أبيه المتوكل [3] . ذلك الرجل العظيم الذي أعز الله به السنة، وقمع به البدعة، حين أنهى مهزلة دامت ردحاً طويلاً من الزمن امتحن فيها أئمة عظام من أئمة أهل السنة، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ألا وهي محنة القول بخلق القرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015