عنه، ولا يزال خريجوا المدارس الاستعمارية يركزون هذه المفاهيم في طبقات الأمة الإسلامية، وعلى الأخص في المدارس التي هي أول فرص فرض الاستعمار علينا ثقافته بواسطتها وأخذت تعمل الأصابع الخفية التي يحركها في هذا السبيل.

فعلى المسلمين شيباً وشباباً، حكومات وشعوباً، أن ينتبهوا لما حل بهم من هذا الشرك الجديد والوثنية الجديدة التي هي أفظع من كل وثنية سبقتها والتي هي في مكان بعيد عن حب الله ورسوله والالتفاف إلى شريعته.

وتنزيله تلك الوثنية الجديدة التي استجلبت جميع الأحوال الرجعية التي أهلك الله أصحابها في القرون البالية والتي صاغتها الثقافة الاستعمارية بألقاب جديدة، وروجتها بكل فتنة وإغراء جعلت أبناء المسلمين يلحدون في أسماء الله ويبتذون كتابه ويقطعون صلتهم بنبيهم الذي أرسله مزكيا لهم، فجعلوا الأولوية لغيره في كل شيء، والله أوجب عليهم أن يجعلوا الأولوية له حتى على أنفسهم، وعدلوا بربهم غيره.

بل زادوا عليه غيره حبا وتعظيما جهرا على عمد دون غفلة أو نسيان وألحدوا في أسمائه، في أعظمها وأجلها فأسقطوا حدود الله بحجة قسوتها وبشاعتها، كأنه ليس رحماناً ولا رحيماً.

وعطلوا شريعته واستبدلوا بها القوانين الوضعية بحجة تطور العصر كأنه ليس عليماً ولا حكيماً، وجعلوا لهم الخيرة من أمرهم كأنه ليس رباً ولا ملكاً ولا حاكماً ولا مهيمناً، وافتروا عليه في كل ناحية وجاهروا بموالاة أعدائه من دونه ودون المؤمنين استهانة بعزته واستدراكا على علمه وحكمته وعدم مبالاة بوعده ووعيده وشدة بطشه وانتقامه، وشابهوا الأنعام التي لا تعرف سوى العيش وتربية الأولاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015