البواكير (صفحة 105)

إلا الله، وما داموا يهاجموننا جميعاً. يجب أن نحارب الإلحاد والفسق والسفور والتهتك والخمور، وكل ما حرّمَ الله، ونقاطع كل من يدعو إليها أو يحبّذها، فإذا لم نفعل لم نكن مسلمين حقاً.

وكيف يحضر المسلم مجالس الخمر دون أن يكسر كأسَها على رأس شاربها -كائناً من كان- إذا كان قديراً على ذلك، أو ينسحب إذا كان ضعيفاً عاجزاً؟ وكيف يصادق المسلم من إذا أقيمت الصلاة جلس ناحيةً ينتظر فراغها كأنه من النصارى؟ وكيف يبقى المسلم في مجلس يُهان فيه الإسلام دون أن يصدع فيه بالحق، فيقوّضه على أهله أو يدعه للشيطان؟

إننا نعيد ما قلناه ونسأل الله أن يثبّتنا عليه، وما قلناه حق صَراح لا مرية فيه: هذا هو الإسلام، وهذه حدوده وشعائره، وهذه أصوله ومصادره: كتاب الله، وسُنّة نبيه، وإجماع المسلمين، وقياس العقل السليم، وهو دين الحق، دين المنطق، دين العلم، دين الحضارة، ولا سبيل إلا إلى قبوله جملةً أو نبذه جملة.

فهل في هؤلاء الذين يحسبون أنهم مجددون واحد، واحد فقط، يستطيع أن يدلل على هذا التجديد بدليل عقلي ويثبته بإثبات منطقي؟ إنْ «نعم» فأرونا، وإنْ «لا» فاخنسوا واخجلوا من الناس إذا كنتم لا تخجلون من الله.

* * *

أيها الناس، لا تحسبوا هؤلاء المجددين شيئاً مذكوراً، فما هم إلا بضعة أشخاص متهوّسين يقذفون من أفواههم خبثَ أنفسهم، فلا تحسبوا لهم حساباً ولا تقيموا لهم وزناً، فهم أهون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015