وقال الراغب رحمه الله: {عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108] أي: على معرفة وتحقيق " (?) .

وذكر الكفوي رحمه الله البصيرة بأنها: " قوة في القلب تدرك بها المعقولات، وقوة القلب المدركة بصيرة " (?) .

وبين ابن عاشور رحمه الله البصيرة بأنها: " هي الحجة الواضحة " (?) .

ولأهمية البصيرة كانت من الفرائض، كما أشار إلى ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في مسائل: " كتاب التوحيد ".

قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله: " ووجه ذلك: أن اتباعه صلى الله عليه وسلم واجب، وليس أتباعه حقًّا إلا أهل البصيرة، فمن لم يكن منهم فليس من أتباعه، فتعيّن أن البصيرة من الفرائض " (?) .

والبصيرة من أعلى درجات العلم، كما أشار إلى ذلك ابن القيم بقوله: " أعلى درجات العلم: البصيرة؛ التي تكون نسبة العلوم فيها إلى القلب كنسبة المرئي إلى البصر، وهذه هي الخِصّيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الأمة، وهي أعلى درجات العلماء " (?) .

والبصيرة في الدعوة لا تختص بالعلم الشرعي فقط، بل تشمل: العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود، وهو الحكمة، فيكون بصيرا بحكم الشرع، وبصيرا بحال المدعو، وبصيرا بالطريق الموصلة لتحقيق الدعوة.

تظهر أهميّة البصيرة في الدعوة في أمور منها:

أن البصيرة صفة من صفات الأنبياء والعلماء الراسخين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015