لا يغيب عنه شيء، ولا يفوته هارب أردف ذلك بتفصيل يزيد إيضاح ذلك

التعريف الجملي من شهادته سبحانه على كل شيء وإحاطته به فقال: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) .

فأعلم سبحانه بخصوص كل نفس ممن يحفظ أنفاسها، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" (ق: 18)

ليعلم العبد أنه ليس بمهل ولا مضيع، وهو سبحانه الغني عن كتب الحفظة وإحصائهم ولكن هي سنة حتى لا يبقى لأحد حجة ولا تعلق، وأقسم تعالى على ذلك تحقيقا وتاكيدا. يناسب القصد المذكور..

سورة الأعلى

لما قال سبحان مخبرا عن عَمَه الكفار في ظلام حيرتهم أنهم يكيدون

كيدا، وكان وقوع ذلك من العبيد المحاط بأعمالهم ودقائق أنفساهم وأحوالهم من أقبح مرتكب وأبعده عن المعرفة بشىء من عظيم أمر الخالق جل جلاله وتعالى علاؤأه وشأنه، أتبع سبحانه ذلك بأمر نبيه عليه الصلاة والسلام بتنزيه ربه الأعلى عن شنيع اعتدائهم وإفك افترائهم فقال: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) .

أي نزهه عن قبيح مقالهم، وقدم التنبيه على التنزيه في أمثال هذا ونظائره، ووقع ذلك أثناء السور وفيما بين سورة وأخرى، وأتبع سبحانه من التعريف بعظيم قدرته وعليِّ حكمته بما يبين ضلالهم فقال: "الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) "

" فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " وتنزه عما يتقوله المفترون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015