البرق الشامي (صفحة 252)

لأعدائه منفذا بِحسن المضاء أوامره معودا بِصدق الْوَلَاء مفاخرة مُسَددًا بِالْأَمر السديد الامور مجددا بسفارته لجدة السفور وَهُوَ يقرب بِفضل توصله الْبعيد ويلين بلطف توسله الشَّديد ويتولى تذليل المصاعب وتفليل النوائب بِنَفسِهِ ويستلين المستعصب المستوحش بأنسه أريحي الى المكارم مرتاح المعي سنا ضَمِيره لظلم الخطوب مِصْبَاح لوذعي إِصَابَة رايه لمغالق الْمَقَاصِد مِفْتَاح لَهُ فِي مطار المطالب لكل نجاح جنَاح وَفِي كل مزاح عرف مراح وَلكُل مرض علاج وَفِي كل عرض منهاج وَفِي كل ليل اسراء وَمَعَ كل خيل اجراء وَفِي كل وَاد لسحبه سيل وَفِي كل نَاد لسحبه ذيل وَلكُل هاد إِلَى صَحبه ميل وَهُوَ الَّذِي عطف الْقلب السلطاني على مخدومه باستعطافه واستلطفه بألطافه ونال مُرَاده مِنْهُ باستسعافه وتكلف وتكفل بوفاء الِالْتِزَام ومضاء الاعتزام وتسديد المرامي وتصويب المرام وَكَانَ لَهُ بوفود الغرامات أوفى غرام وريه لزند كل اوار وريه لري كل أوام وَقد حكمه صَاحبه فِي أَمْوَاله فَهُوَ يصونه ببذلها وَيجمع شَمل ملكه بِشَتٍّ شملها وَلما سَأَلَهُ السُّلْطَان فِي مُبْتَدأ ايام سفارته ومفتتح عَام زيارته عَن مشتهى مخدومه ومنتهى مرومه وَمَا الْعَمَل الَّذِي يقترحه وَمَا الامل الَّذِي يستنجحه وَمَا الَّذِي يَقْضِيه من اربه ويؤتيه من طلبه فَقَالَ لَهُ ان اباه فَخر الدّين قرا ارسلان درج على حسرة آمد وَإِن فتحتها لَهُ اقتنيت المحامد واستعبدته للابد وأرشدته فِي الْجد بخدمتك إِلَى أوضح الجدد وَأخذ الْيَد الناصرية لاتخاذ يَد نصرته وحسر لثام الْحِرْص على تَحْصِيل مَا هُوَ فِي حسرته فَسبق الْوَعْد وَصدق وَاتفقَ من الْفَتْح مَا اتّفق وَكَانَ هَذَا الْوَزير المنعوت بقوام الدّين قوام دولته ونظام مَمْلَكَته وَدخل إِلَى سلطاني من بَاب عرفاني وانتظم مَعَ اخواني وَلم يزل نحوى متوددا وَالِي متودا حَتَّى اخجلني بمننه واثقلني بمنحه وشغلني بفروضه وسننه وألزمني بمقترحه ووثقت من وده بدوامه وضمنت لَهُ الاهتمام باتمامه وَجَعَلَنِي فِي مقاصده مقصدا وَاتخذ عندى بِصدق صداقته يدا فَمَا زلت معتنيا بوده مقتنيا لحمده مبتنيا لمجده وتحجبت لَهُ عِنْد السُّلْطَان وسهلت حجابه وصوبت لَدَيْهِ اراءه وارابه وسببت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015