البرق الشامي (صفحة 167)

.. وَلَو اسْتَطَعْت سقيته سيل الْغَنِيّ ... من كف يُوسُف بالأدر الأنفع

بندى فَتى لَو أَن جود يَمِينه ... للغيث لم يَك ممسكا عَن مَوضِع

كلف بِأَسْبَاب الْمَعَالِي مغرم ... صب بأبكار المكارم مولع

للمعتفين رَجَاء ريح سَجْسَج ... والمعتدين عجاج ريح زعزع

رب المكارم وضحا لم تستتر ... بدنية يَوْمًا وَلم تتقنع

ومديم بذل النَّفس غير مفرط ... وَكثير بذل المَال غير مضيع ... فَإِذا تَبَسم قَالَ ياجود اندفق ... وَيَا سحب الندى لَا تقلعي ... وَإِذا تنمر ... قَالَ للْأَرْض ارجفي ... بالصاهلات وللجبال تزعزعي

وَإِذا علا فِي الْمجد أَعلَى غَايَة ... قَالَت لَهُ الهمم الجسام ترفع

ثَبت الْجنان إِذا الْقُلُوب تطايرت ... فِي الروع بعْدك ألف ألف مدرع

فضل الورى بفضائل لم تتفق ... فِي غَيره ملكا وَلم تتجمع

مَا رام صَعب المرتقى متصاعد

إِلَّا وَكَانَ عَلَيْهِ سهل المطلع

جمع الجيوش فَشَتْ شَمل عداته ... مَا فرق الْأَعْدَاء مثل مجمع

لم يثنه عَن نَصره حلفاءه ... عظم الْعَدو وَلَا بعاد الْموضع ... بجحافل مثل السُّيُول تدافعت ... وَإِذا السيوف تدافعت لم تدفع ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015