الرد على الحلولية من النونية لابن القيم

وَقَالُوْا: إِنَّ كَلَامَ الخَالِقِ هُوَ عَيْنُ كَلَامِ الَمخْلُوْقِ، وَأَنَّ ذَاتَهُ لَيْسَتْ مُبَايِنَةً عَنْ ذَوَاتِ المَخْلُوْقَاتِ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَمْ يَرْفَعُوْا أَبْصَارَهُمْ بِالْدُّعَاءِ إِلَى الْسَّمَاءِ، بَلْ يَخْفِضُوْنَ رُؤُوْسَهُمْ إِلَى صُدُوْرِهِمْ، فَيَدْعُوْنَ، وَلَا يُشِيْرُوْنَ بِالْسَّبَّابَةِ إِلَى الْسَّمَاءِ؛ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ اللهَ فِيْهِمْ، وَفِيْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ المَخْلُوْقَاتِ ـ تَعَالَى اللهُ عَمَّا قَالُوْا عُلُوَّاً كَبِيْرَاً ـ.

وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَا قَالَ فِيْ الْرَّدِّ عَلَيْهِم ابْنُ القَيِّمِ فِيْ «نُوْنِيَّتِهِ»، قَالَ:

وَأَتَتْ طَوَائِفُ الْاتِّحَادِ بِمِلَّةٍ ... طَمَّتْ عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَان

قَالُوْا كَلَامُ الله كُلُّ كَلَامٍ هَذَا ... الخَلْقِ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ إِنْسَان

نَظْمَاً وَنَثْرَاً زُوْرُهُ وَصَحِيحُهُ ... صِدْقَاً وَكَذِبَاً وَاضِحَ الْبُطْلَان

فَالْسَّبُّ وَالْشَّتْمُ الْقَبِيْحُ وَقَذْفُهُمُ ... لِلْمُحْصَنَاتِ وَكُلُّ نَوْعِ أَغَان

وَالْنَّوْحُ وَالْتَّعْزِيْمُ وَالْسِّحْرُ المُبِيْنُ ... وَسَائِرُ الْبُهْتَانِ وَالهَذَيَان

هُوَ عَينُ قَوْلِ الله - جل جلاله - ... وَكَلَامُهُ حَقَّاً بِلَا نُكْرَانِ (?) (?)

وَقَالَ فِيْ مَوْضِعٍ آخَرَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015