ثم انبرتْ أيام هجر أعقبت ... بأسىً فخلنا أنها أعوامُ

ثم انقضت تلك السنونُ وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلامُ

ومنه:

أمسي وأصبحُ من هجرانكم وصباً ... يرثي لي المشفقانِ: الأهلُ، والولدُ

قد خددَ الدمعُ خدي من تذكركم ... واعتادني المضنيان: الوجدُ، والكمدُ

غاب عن مقلتي نومي ونافرها ... وخانني المسعدان: الصبرُ، والجلدُ

لو رمت إحصاء ما بي من جوىً وضنى ... لم يحصه المحصيان: الوزنُ، والعددُ

أو رمتُ من ضعفِ جسمي حملَ خردلة ... ما ضمها الأقويان: الزندُ، والعضدُ

أستودع اللهَ من أهواهُ كيف جرت ... بشخصنا الحالتان: القربُ، والبعدُ

لا غرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المضرمان: القلبُ، والكبدُ

كأنما مهجتي شلوٌ بمسبعةٍ ... ينتابها الضاريان: الذئبُ، والأسدُ

لم يبق غيرُ خفيّ الروحِ في جسدي ... فداؤك الباقيان: الروحُ، والجسدُ

إني لأحسد في العشاق مصطبراً ... وحسبك القاتلان: الحبُّ، والحسدُ

ومنه ما مدح به أبو القاسم:

إذا أبو قاسمٍ جادت لنا يدهُ ... لم يحمد الأجودان: الغيثُ، والمطرُ

وإن أضاءت لنا أنوارُ غرته ... تضاءل الأنوران: الشمسُ، والقمرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015