كتبتُ من غير شوقٍ ... يضني ولا بلبالِ

وما سفكتُ دموعي ... عليكَ مثلَ اللآلي

ولا تذكرتُ عيشاً ... في سالفات الليالي

بلى فؤادي مضنىً ... من اللقا في اعتلالِ

أودُّ بعدكَ عني ... ولو سمحتُ بما لي

باب

الطاعة والعصيان

اعلم أن الطاعة والعصيان باب يمتحن به العالم والناقد، وتعرف به فضيلة الكاتب والشاعر، وهو أن يزيد البيت على ما تقتضيه صناعة الشعر، فلا يوافقه الوزن، فيأتي بما لا يخرج عن الصناعة.

ذكر أبو العلاء في تفسير المتنبي في قوله:

يردُّ يداً عن ثوبها وهو قادرٌ ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد

قال: أوجبت عليه الصناعة أن يقول: يرد يداً عن ثوبها وهو مستيقظ، فلم يطاوعه الوزن، فلم يخرج عن الصنعة، قوة منه وقدرة، فقال: قادر، وهو عكس راقد في الصورة والمعنى، أما في الصوة فهو من جناس العكس، وأما في المعنى فان الراقد عاجز، وهو ضد القادر، فتم له الطباق صورة ومعنى وهذا من الأفراد الأفذاذ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015