وهذا رديء لأنه استطال وقت وصالها.

والجيد قول الآخر:

يطولُ اليومُ لا ألقاك فيهِ ... وحولٌ نلتقي فيهِ قصيرُ

ومن المخالفة قوله:

من حبها أتمنى أن يواجهني ... من نحو بلدتها ناعٍ فينعاها

لكي يكونَ فراقٌ لا لقاءَ لهُ ... فيضمرُ القلبُ يأساً ثمَّ يسلاها

والمعهود تفدية المحب حبيبه بنفسه، وهذا ضد المقصود ومنه قول نصيب:

أهيمُ بدعدٍ ما حييتُ، فإنْ أمتْ ... فوا أسفي من ذا يهيمُ بها بعدي

لأن المعهود بخل الحبيب بحبيبه عمن سواه.

ومنه قول الآخر:

أشكو إلى اللهِ قلباً لو كحلتِ بهِ ... عينيكِ لاكتحلتْ من حره بدم

لأن المعروف أن يتفاءل المحب لحبيبه. والتفاؤل يكون للخير لا للشر.

وأحسن من هذا قوله:

سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتربها ... كحلت بها من شدةِ الشوق أجفاني

ومن ذلك قول عدي بن الرقاع:

لولا الحياء وأنَّ رأسي قد عسا ... فيه المشيب لزرتُ أمَّ القاسم

وكأنها وسطَ النساءِ أعارها ... عينيه أحورُ من جآذرِ جاسمِ

وسنانُ أقصده النعاسُ، فرنقتْ ... في عينه سنةٌ، وليس بنائمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015