البخلاء للجاحظ (صفحة 302)

وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار «1»

وليس يمنعني من تفسير كل ما يمرّ الا اتكالي على معرفتك. وليس هذا الكتاب نفعه إلا لمن روى الشعر والكلام، وذهب مذاهب القوم، أو يكون قد شدا منه شدوا حسنا.

ومما يدل على كرم القوم أيمانهم الكريمة وأقسامهم الشريفة. قال معدان بن جواس الكندي:

إن كان ما بلّغت عني فلا مني ... صديقي وحزّت من يديّ الأنامل

وكفّنت وحدي منذرا في ردائه ... وصادف حوطا من أعادي قاتل

وقال الأشتر مالك بن الحارث، «2» في مثل ذلك أيضا:

بقيت وحدي وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس

إن لم أشنّ على ابن حرب غارة ... لم تخل يوما من نهاب نفوس «3»

خيلا كأمثال السعالي شذّبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس «4»

حمي الحديد عليهم فكأنه ... لمعان برق أو شعاع شموس

وقال ابن سيحان:

حرام كنّتي مني بسوء ... وأذكر صاحبي أبدا بذام «5»

لقد أحرمت ودّ بني مطيع ... حرام الدهن للرجل الحرام «6»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015