البخلاء للجاحظ (صفحة 153)

من غلبة الطرب، غيره وغير مولاه «محلول» .

عليّ الأعمى

دخل عليّ الأعمى على يوسف بن كل خير، وقد تغدّى، فقال: «يا جارية هاتي لأبي الحسن غداء» . قال: «لم يبق عندنا شيء» . قال:

«هاتي، ويلك، ما كان، فليس من أبي الحسن حشمة «1» » . ولم يشك عليّ أنّه سيؤتى برغيف ملطخ، وبرقاقة ملطخة، وبسكر وبقية مرق، وبعرق وبفضلة شواء، وببقايا ما يفضل في الجامات «2» والسكرجات «3» . فجاءت بطبق ليس عليه إلا رغيف أرز قاحل «4» ، لا شيء معه غيره. فلما وضعوا الخوان بين يديه، فأجال «5» يده فيه، وهو أعمى، فلم يقع إلا على ذلك الرغيف. وقد علم أن قوله: «ليس منه حشمة» لا يكون إلا مع القليل. قلم يظن أن الأمر بلغ ذلك، فلمّا لم يجد غيره، قال: «ويلكم ولا كل هذا بمرّة. رفعتم الحشمة كلّها.

والكلام لم يقع إلا على هذا» ؟

الغزّال:

حدثني محمد بن حسان الأسود، قال: أخبرني زكريّا القطان قال:

كان للغزّال قطعة أرض قدّام حانوتي. فأكرى «6» نصفها من سمّاك، يسقط عنه ما استطاع من مؤونة الكراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015