البخلاء للجاحظ (صفحة 132)

ردائي «1» حريرا أسود؛ ولفظي لفظ عربيّ وكان ينبغي أن تكون لغة أهل جندي سابور «2» » .

قصة الثوري:

قال الخليل السلوليّ: أقبل عليّ يوما الثوريّ «3» وكان يملك خمسمائة جريب «4» ، ما بين كرسي الصدقة إلى نهر مرة «5» ، ولا يشتري إلا كل غرّة، ول أرض مشهورة بكريم التربة، وشرف الموضع، والغلة الكثيرة.

قال:

فأقبل عليّ يوما، فقال لي: «هل اصطبغت «6» بماء الزيتون قط» ؟

قال: قلت: «لا والله» . قال: «أما والله لو فعلته ما نسيته» . قال:

قلت: «أجل إني والله لو فعلته لما نسيته» .

وكان يقول لعياله: لا تلقوا نوى التمر والرطب، وتعوّدوا إبتلاعه، وخذوا حلوقكم بتسويغه «7» . فإن النوى يعقد الشحم في البطن، ويدفيء الكليتين بذلك الشحم. واعتبروا ذلك ببطون الصفايا «8» وجميع ما يعتلف النوى «9» . والله لو حملتم أنفسكم على البزر والنوى، وعلى قضم الشعير واعتلاف القت 1»

،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015