البخلاء للجاحظ (صفحة 101)

بالمنديل. وله أيضا تفسير آخر، وليس هو الذي تظنه، وهو مليح، وسيقع في موضعه، إن شاء الله.

و «المقوّر» ، الذي يقوّر الجرادق، ويستأثر بالأوساط، ويدع لأصحابه الحروف.

و «المغربل» ، الذي يأخذ وعاء الملح، فيديره إدارة الغربال ليجمع أبازيره، يستأثر به دون أصحابه. لا يبالي أن يدع ملحهم بلا أبزار «1» .

و «المحلقم» ، الذي يتكلم، واللقمة قد بلغت حلقومه. نقول لهذا: قبيح! دع الكلام الى وقت إمكانه.

و «المسوّغ» الذي يعظم اللقم، فلا يزال قد غصّ، ولا يزال يسيغه بالماء.

و «الملغّم» : الذي يأخذ حروف الرغيف، أو يغمز ظهر التمرة بإبهامه، ليحملا له من الزبد والسّمن، ومن اللّبأ «2» واللبن، ومن البيض النيمبرشت «3» ، أكثر.

و «المخضّر» ، الذي يدلك يده بالأشنان من الغمر «4» والودك «5» ، حتى إذا أخضّر واسودّ من الدرن، دلك به شفته.

هذا تفسير ما ذكر الحارثيّ من كلام أبي فاتك. فأما ما ذكره هو:

فإن «اللطاع» معروف، وهو الذي يلطع إصبعه، ثم يعيدها في مرق القوم أو لبنهم أو سويقهم، وما أشبه ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015