بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يوم الخميس 17/ 7/ 1425 هـ ـ أول الجزء السادس من شرح صحيح الإمام مسلم المسمّى "البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج"

رحمه الله تعالى.

2 - (كِتَابُ الطَّهَارَةِ)

مسائل تتعلّق بهذه الترجمة:

(المسألة الأولى): أنه لَمّا كانت العبادة من الإيمان، والصلاة أفضل العبادات بعد الشهادتين، والطهارة من أعظم شروطها المتوقّف صحّتها عليه عقّب أبواب الإيمان بـ "كتاب الطهارة"، وإنما اختصّت الطهارة بالتقديم من بين الشروط؛ لكونها غير قابلة للسقوط غالبًا، ولكثرة مسائلها المحتاج إليها.

وإنما قدّم العبادات على المعاملات؛ اهتمامًا بأمور الدين، وتقديمًا لها على الأمور الدُّنيويّة، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الثانية): يحتمل أن يكون "كتاب" خبرًا لمبتدأ محذوف، تقديره: "هذا كتاب الطهارة، أو مبتدأً خبره محذوف؛ أي "كتاب الطهارة هذا محلّ بحثه"، أو فاعلًا لفعل مقدَّر؛ أي ثبتَ كتابُ، أو نائبَ فاعل لفعل محذوف؛ أي يُذكر كتابُ، أو منصوبًا بفعل مقدَّر؛ أي اقرَأْ كتابَ، أو مجرورًا بحرف جرّ محذوف مع بقاء عمله على قلّة، على حدّ قول الشاعر [من الطويل]:

إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ قَبِيلَةٍ ... أَشَارَتْ كُلَيْبٍ بِالأَكُفِّ الأَصَابِعُ

أي إلى كليب، والتقدير هنا: انظر في كتاب الطهارة. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): "كتاب" مصدر في الأصل، جُعل اسمًا لكل مكتوب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015