الخلاصة

1 - بعد وفاة صلاح الدين كانت الأمة في مسيس الحاجة إلى شخصية متميزة، وإيمانه الكبير، وعبقريته العسكرية الفذة وقد ترك دولة مترامية الأطراف تشمل مصر والجزيرة العربية وبلاد الشام والجزيرة الفراتية، وخلفّ فراغاً لم يستطع أحد من أبنائه السبعة عشرة أو إخوانه أن يملأه وظهر خلفاء صلاح الدين الأيوبي على مسرح الأحداث التاريخية وكانوا مختلفين عنه سلوكاً وخلقاً وكان مستواهم العسكري والسياسي، لا يرقى إلى مستواه، ومن هنا ترك صلاح الدين الأيوبي فراغاً سياسياً كبيراً بموته.

2 - استمر الفقهاء والعلماء في دورهم القيادي البارز في الدولة الأيوبية بعد وفاة صلاح الدين ولم ينقطعوا عن العطاء وواصلوا مسيرتهم لمساندة أبناء صلاح الدين وتأييدهم ونصحهم لتخطي العقبات التي تعترض طريقهم حفاظاً على وحدة الدولة الأيوبية وسلامتها لتقف صامدة متماسكة أمام التحدي الصليبي بعد فقد قائدها صلاح الدين.

3 - كان القاضي الفاضل في بداية الأمر مقيماً بدمشق عند الملك الأفضل، وقد رأى في تصرفاته ما استنكره مثل وضعه لكل ثقته في وزيره الجديد القاضي ضياء بن الأثير، الذي حسّن للملك الأفضل أبعاد أمراء أبيه وأكابر أصحابه، ولكن الملك الأفضل لم يستجب لنصح القاضي الفاضل وعندئذ عزم القاضي الفاضل عن ترك دمشق والتوجه إلى الديار المصرية فاستأذنه وتوجه إلى الملك العزيز عثمان بمصر الذي أحسن استقباله وجعله عنده في محل والده، احتراماً، وتعظيماً له لما يعرفه من مكانته، وصار الملك العزيز لا يصدر أمراً إلا عن رأيه ومشورته.

4 - حدثت صراعات عنيفة بين الأيوبيين وبعد وفاة الملك العزيز، استولى الملك العادل أخو صلاح الدين على الدولة الأيوبية وتمكن من السلطنة.

5 - يعتبر النزاع الداخلي في الأسرة الأيوبية من أسباب ضعفها واضمحلالها وزوالها، فمن سنة الله تعالى في الشعوب، والأمم وأسباب زوالها وهلاكها، الاختلاف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015