وقُرَّر لتدريس الشافعية بها الشيخ الإمام العلاَّمة محي الدين أبو عبد الله بن محمد بن فضلان، وللحنفية الشيخ الإمام العلامَّة رشيد الدين أبو حفص عمر بن محمد الفرْغاني وللحنابلة الشيخ العلامة الرئيس محي الدين يوسف بن الشيخ أي الفرنج بن الجوزي، ودرّس عنه يومئذ ابنه عبد الرحمن نيابة لغيبته في بعض الرسالات إلى الملوك ودرَّس للمالكية يومئذ الشيخ الصالح العالم أبو الحسن المغربي المالكي نيابة أيضاً حتى يُعينَّ شيخ غيره ووقفت فيها خزانة كتب لم يسمع بمثلها في كثرتها وحسن نسُخها وجودة الكتب الموقوفة بها وكان المتولىَّ لعمارة هذه المدرسة مؤيَّدُ الدين أبو طالب محمد بن العلْقميَّ الذي وزَر بعد ذلك، وقد كان إذ ذاك أستاذ دار الخلافة وخُلع عليه يومئنذ وعلى الوزير نصير الدين خلعه، ثم عُزل مدرسُى الشافعية في رابع عشر ذي القعدة بقاضي القُضاة أبي المعالي عبد الرحمن بن مُقبل مضافاً إلى ما بيده من القضاء وذلك بعد وفاة محي الدين بن فضلان (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015