أحدهما: أن قوله تعالى:" إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ" معناه: إلا من شاء الله عدم خلوده فيها من أهل الكبائر من الموحدين وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض أهل النار يخرجون منها، وهم أهل الكبائر من الموحدين، ونقل ابن جرير هذا القول عن قتادة والضحاك، وأبي سنان، وغيرهم.

الثاني: أن المدة التي استثناها الله هي المدة التي بين بعثهم من قبورهم، واستقرارهم في مصيرهم.

الوجه الثالث: أن قوله:" إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ" فيه إجمال، وقد جاءت الآيات والأحاديث الصحيحة مصرحة بأنهم خالدون فيها أبداً، وظاهرها أنه خلود لا انقطاع له، والظهور من المرجحات، فالظاهر مقدم على المجمل كما يقرر في الأصول (?).

4ـ وهل تفنى النار؟ وهل يموت أهلها؟ وهل يخفف العذاب عن أهلها؟ أما فناء النار فقد بين سبحانه عدمه بقوله:" كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا" (الإسراء، آية: 97). ومعلوم أن " كُلَّمَا" تقتضي التكرار بتكرار الفعل الذي بعدها.

وأما موتهم: فقد نص تعالى على عدمه بقوله:" لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ" وقوله:" لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى"، وقوله:" وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ".

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، أن الموت يجاء به يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح وإذا ذبح الموت حصل اليقين بأنه لا موت، كما قال صلى الله عليه وسلم: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت (?).

وأما إخراجهم منها: فنص تعالى على عدمه بقوله:" وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْ النّارِ"، وبقوله تعالى:" كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا"، وبقوله:" وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ".

وأما تخفيف العذاب عنهم: فنص تعالى على عدمه بقوله:" وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015