ج ـ بين القرآن كثيراً من المسائل التي أخفوها:

فمن ذلك: أن الدّارس لأسفار العهد القديم يرى أنها: قد خلت من ذكر اليوم الآخر ونعيمه وجحيمه ـ وإذا كانت اليهودية في أصلها تقرر البعث، والنشور، والحساب، والجنة والنار، كما يُنبئ بذلك القرآن ـ ذلك يدلُّ على أن اليوم الآخر وما فيه وما يتصل به، من المسائل التي أخفاها أهل الكتاب (?).

قال تعالى:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ" (المائدة، آية: 15) (?).

المبحث الرابع: مقاصد القرآن الكريم:

دعا القرآن الكريم إلى الكثير من المبادئ والمقاصد التي لا تصلح الإنسانية بغيرها والتي من أهمها:

أولاً: تصحيح العقائد والتصورات:

1ـ القرآن العظيم من أوله إلى آخره دعوة إلى التوحيد

1ـ القرآن العظيم من أوّله إلى آخره دعوة إلى التوحيد وإنكار للشرك وبيان لحسن عاقبة المشركين في الدّارين وقد أعتبر القرآن الشرك أعظم جريمة يقترفها مخلوق.

قال تعالى:" إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" (النساء، آية: 48).

وإن حقيقة الشرك انحطاط بالإنسان من مرتبة السيادة على الكون ـ كما أراد الله له ـ إلى مرتبة العبودية والخضوع للمخلوقات، سواء كانت جماداً أو نباتاً، أو حيواناً، أو إنساناً إلى غير ذلك.

قال الله تعالى:" فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ" (الحج، آية: 30 ـ 31).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015