ـ أن مشيئة الله قد اقتضت نسخ الكتب السابقة كلها ما ضاع منها وما حرف وأنزل القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه وناسخاً لكل ما سبق تنزيله من عند الله (?).

الخاتمة

وبعد: فهذا ما يسره الله لي من الحديث عن الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية في هذا الكتاب وقد سميته "الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية" فما كان فيه من خطأ، فاستغفر الله تعالى، وأتوب إليه والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصاً ألا أقع في الخطأ، وعسى ألا أحرم من الأجر.

وأدعو الله أن ينفع بهذا الكتاب بني الإنسان أينما وجد، ويكون سببا في زيادة إيمانه، وهدايته، أو تعليمه، أو تذكيره، وأن يذكرني من يقرؤه من إخواني المسلمين في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى:" وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (النساء، آية: 69).

وبقول الشاعر:

يا منزل الآيات والفُرقان ...

بيني وبينك حرمة القرآن

إشرح به صدري لمعرفة الهدى ... واعصم به قلبي من الشيطان

يسِّر به أمري وأقض مآربي ... وأجر به جسدي من النِّيَران

واحطط به وزري وأخلص نَيَّتي ... واشدد به أزري وأصلح شأني

واكشف به ضُرِّي وحقِّق توبتي ... واربح به بيعي بلا خسراني

طهر به قلبي وصفِّ سريرتي ... أجمل به ذكري وأعلِ مكاني

واقطع به طمعي وشرِّف همَّتي ... كثر به ورعي واحي جنان

أسهر به ليلي وأظمِ جوارحي ... أسبل بفيض دموعها أجفاني

وأُمزجه يا ربِّ بلحمي مع دمي ... واغسل به قلبي من الأضغاني

أنت الذي صوَّرتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015