الباب الثانى فيما جاء من ذلك عن عامة أهل الجاهلية

أول ما قيل الجاهلية

جاءت امرأة الى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إن إبلا لى أصيبت فى الجاهلية، فأنزل الله تعالى الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى

«1» وكانت قريش تسمى فى الجاهلية العالمية لفضلهم وعلمهم، قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبى لهب

ألسنا أهل مكّة عالميا ... وأدركنا السلام بها رطابا

والسلام الحجارة والعرب تزعم أن الحجارة كانت رطبة لينة قال ابن العجاج:

قدّ كان ذلكم زمن الفطحل «2» ... والصخر متبلّ كطين الوحل

وقال مقاتل بن سليمان: أثرت قدم ابراهيم- عليه السّلام- فى الصخر كتأثير أقدام الناس فى ذلك الزمان فى الصخور، الا أن الله تعالى سوى تلك الآثار وعفاها ومسحها ومحاها سوى أثر قدم ابراهيم- عليه السّلام- تكرمة له، وارادة لتخليد ذكره وكانوا يقولون ان كل شيء كان يعرف وينطق قال أمية:

بآية كان ينطق كلّ شىء ... وخان أمانة الديك الغراب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015