ومنهم عمرو بن الحمق، الكاهن، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد المشاهد وعلي، وقتله معاوية بالجزيرة. وكان راسه اول راس نصب بالاسلام. والحمق: زعموا الخفيف اللحية، والانحماق: الجزع، قال الشاعر:

والشيخ يضرب احيانا فينحمق

والحمق معروف والحمق: نثر يخرج على الصبيان، والمرأة محمقة، إذا ولدت الحمقى، قالت امرأة من العرب:

لست ابالي ان اكون محمقة ... إذا رأيت خصية معلقة

أي إذا ولدت غلاما وجاء احمق.

زمنهم مالك، وهو اسيد بن ععمرو بن الاحجم: الجاحظ العينين، وحجمت الاسد عيناه لغة، والاحجم هو الاحجم بن دندنة، واحسب ان امه خالدة بنت هاشم بن عبد مناف، والدندن يبس الشجرة. قال الشاعر:

والمال يغشي رجلا لا خلاق له ... كالسيل يغشى عروق الدندن البالي

ومنهم الحسيمان بن عمرو، وهو الذي جاء بخبر قتلى بدر إلى مكة، وكان يومئذ

ومنهم الحسيمان بن عمرو، وهو الذي جاء بخبر قتلى بدر إلى مكة، وكان يومئذ مشركا ثم اسلم. والحيسمان: فيعلان من الحسم، ومن قولهم حسمت الشيء قطعته، وحسمت الجرح كويته، واشتقاق السيف الحسام من الحسم وه القطع.

ومنهم الحصين بن نصلة بن الكاهن، سيد أهل تهامة. ومنهم متعب ابن اكوع الشاعر، ومنهم السفاح، فعال من سفحت الماء، إذا اصببته، وسفح الجبل ينسفح عليه ماء السيل، والسفاح ضد انكاح، كتسافح الرجل والمرأة وهما إذا اجتمعا. وقد سمعت العرب سفيحا ومسافحا وسفاحا.

ومنهم بنو الضريبة بن عمرو بن الحريش، لهم شرف. منهم مسروح بن قيس بن الضريبة، ايضا حده، يقولون ما في الضريبة والمضريب الجليد، والضريب العسل الجامد، وضرب البعير النقة ضرابا، إذا قرعها، واضربت عن الشيء اضضرابا إذا عرضت عنه، والضريبة ما كان على الانسان من خراج اة نحوه، وفلان محضر الضريبة: أي كريم الاخلاق، والضربى: الذين إذا سافر فيها مسترزقا أو تاجر، والضارب الخيام وما اشبهها للمسافرين.

ومنهم بنو بحتر بن عدبي بن سلول بن كعب. كان من شعرائهم ابو رمح عمير بن مالك بن حطب بن عبد شمس بن سعد بن أبي غنم بن حبيب بن بحتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة لحي مولده في الجاهلية، عمر حتى ادرك مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فرثاه:

أجالت على عيني سحابة ماطر ... فلم تصح بعد الدمع حتى ارملت

وتبكي على رهط النبي محمد ... وما اكثرت في الدمع لا بل اقلت

لقد ضر قومي قبلهم وتبهكنت ... بهم حرمات بعدهم واستحلت

فقد اصبحوا من بعد بنت نبيهم ... على فتنة عمياء ما ان تجلت

عن ابن الدعي ابن الدعي تتابعت ... عليهم جنود ضللت واضلت

فلا قتلت دعوى سميّ وابنها ... ولا ابن ابنها ان كبرت أو صلت

لعمرو والدعي ابن الدعي لقدعتا ... عتوا كبيرا ان ذنوبا املت

لقتل حسين وابنه في عصابة ... تصلت بنار الحرب حين تظلت

ليوث لقاء لا تسام سيوفهم ... ولم تكثر القتلى إذا هي سلت

دعا دعوة أو دعوتين محمدا ... وقد نهلت منه الرماح وعلت

امية قرت بالقتيل عيونها ... وقد جدلت منها النفوس وسرت

مررت على أبيات آل محمد ... فلم الفها كعهدها حين حلت

ولا يبعد الله البيوت وأهلها ... وان اصبحت من أهلها قد تخلت

فلم تر كأمن حرم لا أخا لها ... ولا عم أمست بالفجيعة هدت

تبكي على رهط النبي محمد ... ونجدة أنجاد ذا الحرب عضت

فمن لليتامى والمساكين بعدهم ... إذا ما السنون أجدبت واجرهدت

اتى فارس الاشقين يجري برأسه ... ولم يخش عقبى كره ان المت

فليت الذي عالى عليه بسيفه ... أصاب به يمنى يديه فشلت

فقد اظلمت كل البلاد لفقده ... ولو كان حيا فيهم لتحلت

وقد اصبحت بعد الرخاء رزية ... وقد عظمت تلك الرزايا وجلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015