الانس الجليل (صفحة 396)

الأثقال كلهَا ثمَّ رَحل وَنزل بِظَاهِر عسقلان بعد الْعَصْر (خراب عسقلان) لما نزل السُّلْطَان بالرملة أحضر عِنْده أَخَاهُ الْملك الْعَادِل وأكابر الْأُمَرَاء أشاورهم فِي أَمر عسقلان فَأَشَارَ بَعضهم بخرابها للعجز عَن حفظهَا فَإِن الإفرنج نزلُوا بيافا وَهِي مَدِينَة الْقُدس وعسقلان متوسطة وَلَا سَبِيل إِلَى حفظ المدينتين إِلَّا بِعَدَد كثير وتيقن إِنَّهُم إِذا وصلوا إِلَى عسقلان تسلموها كَمَا وَقع فِي عكا وَاقْتضى الْحَال هدمها وَوصل السُّلْطَان إِلَى عسقلان وَشرع فِي هدمها بكرَة يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر شعْبَان فنقض أسوارها وَهدم منازلها وَكَانَت مِمَّن أحس المدن وأظرفها فَصَارَت خراباً داثرة وَحصل لأَهْلهَا مشقة زَائِدَة بهدمها وَبَاعُوا أمتعتهم بأنجس الْأَثْمَان وتشتتوا فِي الْبِلَاد (فصل) فَلَمَّا هدمها رَحل يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي شهر رَمَضَان وَنزل على يبنا وَنزل يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث الشَّهْر بالرملة ثمَّ خرج إِلَى لد وأشرف عَلَيْهَا وَأمر بإخرابها وإخراب قلع الرمل فَفعل ذَلِك ثمَّ توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَأَتَاهُ يَوْم الْخَمِيس وَخرج مِنْهُ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر رَمَضَان بعد الظّهْر وَبَات فِي بَيت نوبَة وَعَاد إِلَى المخيم يَوْم الثُّلَاثَاء ضحوة وَفِي هَذَا التَّارِيخ خرج ملك الانكثير متنكراً فَخرج عَلَيْهِ الكمين وَجرى قتال عَظِيم حَتَّى كَاد يؤسر الْملك وَقد أسر مِنْهُ جمَاعَة وَجرى يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر الشَّهْر بَين اليزكية وَأهل الْكفْر وقْعَة قتل مِنْهُم مقدم كَبِير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015