يوجب الإثمَ، عليه وزره ووزر مَن قَرَأَه أو نَسَخَه أو عمل به من بعده ما بقي خطُّه والعملُ به؛ لِمَا تقدم من الأحاديث (مَن سنَّ سُنَّةً حسنة أو سيِّئة) ، والله أعلم)) .

وروى البخاري في صحيحه (6502) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((إنَّ الله قال: مَن عادَى لِي وَلِياًّ فقدآذنتُه بالحرب)) الحديث.

وإذا كان هذا في وَلِيٍّ واحدٍ من آحاد الأولياء، فكيف بالكثيرين من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذين هم ساداتُ الأولياء رضي الله عنهم وأرضاهم.

* * *

وإلى هنا انتهت هذه الرسالة التي هي من أحبِّ كُتُبِي إلى نفسي، وأرجاها لي عند ربِّي؛ لِمَا تضَمَّنتْه من الدِّفاع عن الصحابة الأخيار والذَّبِّ عنهم، والحمد لله الذي مَنَّ عليَّ بِحُبِّهم، وبغض مَن يُبغضهم، وبغير الخير يَذكرُهم، ورضي الله عن أنس بن مالك خادم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي أظهر فرحَ الصحابة الشديد لحديث ((المرء مع من أحبَّ)) فقال بعد روايته للحديث كما في صحيح البخاري (3688) : ((فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنت مع من أحببتَ، قال أنس: فأنا أُحبُّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبا بكر وعُمر، وأرجو أن أكون معهم بِحُبِّي إيَّاهم، وإن لَم أعمل بمثل أعمالِهم)) ، والحديث متواترٌ، ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره سورة الشورى، عند قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} .

أقول: وأنا أُحبُّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا والحَسَن والحُسين وأمَّهما فاطمة وأمَّهات المؤمنين وأنس بنَ مالك قائل هذا الكلام وسائرَ الصحابة رضي الله عنهم، وأرجو أن أكون معهم بِحُبِّي إيَّاهم، وإن لَم أعمل بمثل أعمالِهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015