وقال ملغزٌ آخر:

87 - (وكما تقصد البناء مشيداً ... فكذا الطير قصدها الأعشاشا)

وهذا البيت مثل ما قبله في التكلف.

(البناء) رفع بالابتداء، وخبره (كما تقصد) ، و (ما) بمعنى الذي، و (تقصد) صلته، والعائد محذوفٌ، و (مشيداً) حال من العائد، أو من الضمير (17 ب) في الجار.

و (الطير) مفعول بها، و (قصدها) بدل منها، بدل الاشتمال، و (الأعشى) من (الأعشاشا) مبتدأ، و (فكذا) خبره.

و (شا) فعل ماضٍ، يريد: شاء، فقصره للضرورة وهو الناصب للطير، ترتيبه: البناء كما تقصده مشيداً فكذا الأعشى شاء قصد الطير.

وقال بعض الملغزين من الفرس المتعربة:

88 - (بني حسن بن تغلب قد أتانا ... أبي العوّام يقدمه يعيشا)

(بني) بالفارسية: اجلس.

و (حسن منادى، و (بن تغلب) صفته، وقد أتبع المنادى حركة ما بعده، و (تغلب) لا ينصرف.

و (أتانا) فعل، وفاعله (أبي) .

و (العوّام) صفة أو بدل.

والضمير المنصوب في (يقدمه) يرجع إلى (العوّام) .

و (يعي) من (يعيشا) فعل مضارع، وفيه ضمير من العوّام.

وقال ملغز آخر:

89 - (رأيت ميتا تحت تابوته النعش ... وأيّدٍ تحمل النّعش)

(النّعش) الأخير مبتدأ، وخبره (تحت تابوته) ، وقد فصل بينهما بأجنبي، وهو جائز في الشعر.

و (النّعش) الآخر منصوب ب (تحمل) ، كذا قال بعض النحويين، وهو غلط، لأنّ (تحمل) صفة (أيدٍ) وهي لا تصحّ قبل (أيد) فمعمولها أجدر أن لا يقع قبلها، فصوابه أن ينصب بتحمل أخرى دلّت هذه عليها.

و (أيد) معطوف على ميتٍ وأجراها مجرى المرفوع والمجرور، فلم ينصب للضرورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015