سبب الخلود إلى الأرض بخلافه كعلماء السوء ومنها أنه سبحانه قال ولو شئنا لرفعناه بها فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم فإن هذا كان من العلماء وإنما هي باتباع الحق إيثاره وقصد مرضاة الله تعالى فان هذا كان من أعلم أهل زمانه ولم يرفعه

بخلافه كعلماء السوء، ومنها أنه سبحانه قال: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا) (?) فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم (فإن هذا كان من العلماء) (?) وإنما هي باتباع الحق إيثاره وقصد مرضاة الله تعالى فان هذا كان من أعلم أهل زمانه ولم يرفعه الله بعلمه ولم ينفعه به فتعوذ بالله من علم لا ينفع، وأخبر سبحانه أنه هو الذي يرفع عبده إذا شاء بما آتاه الله من العلم وإن لم يرفعه الله فهو موضوع لا يرفع أحد به رأسا فإن الخافض الرافع الله سبحانه خفضه ولم يرفعه، والمعنى: ولو شئنا فضلناه وشرفناه ورفعنا قدره ومنزلته بالآيات التي آتيناه، قال ابن عباس رضي الله عنهما (?) : (ولو شئنا لرفعناه بعلمه بها) وقالت طائفة (148) : الضمير في قوله (لَرَفَعْنَاهُ) عائد على الكفر، والمعنى، ولو شئنا لرفعناه عن الكفر بما معه من آياتنا، قال مجاهد وعطاء (?) : (لرفعنا عنه الكفر بالإيمان وعصمناه) وهذا المعنى حق والأول مراد الآية، وهذا من لوازم المراد وقد تقدم أن السلف كثيرا ما ينبهون على لازم معنى الآية فيظن الظان أن ذلك هو المراد منها، وقوله: (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ) ، قال سعيد بن جبير (?) : ركن إلى الأرض.

وقال مجاهد (?) : سكن، وقال مقاتل (?) رضي بالدنيا، وقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015