يطابق ما ثبت عند المتخصصين فيها.

وقد اشتمل المثَل على فائدتين من هذا القسم، هما:

أولاً: إفادة المثَل أن أعماق البحار العميقة مظلمة ظلمة شديدة. مع بيان سبب ذلك، وهو وجود حُجُب حجبت الضوء، هي عبارة عن أوساط شفافة متعددة أسهمت مجتمعة في منع الضوء عن تلك الأماكن، وتسببت في ظلمتها.

واتفاق ذلك مع ما تقرر في علم البحار، وعلم الضوء.

ثانياً: دلالة المثَل على التفسير العلمي للرؤية، وأنه يشترط له وصول الضوء من مصدر مضيء إلى الجسم المرئي، وإذا انعدم الضوء ولم يصل منه شيء إلى الجسم فإِنه يظلم ولا يُرى.

واتفاقه مع التفسير الصحيح، المتقرر عند المتخصصين في ذلك الشأن.

كما تضمن المثَل - أَيضا - إبطال التفسير القديم القائم على أن سبب الرؤية خروج أشعة من العين تسقط على الأجسام فتحدث رؤيتها.

القسم الثالث: إفادة المثَل حقائق علمية ثابتة في نفسها، وإِن لم تكن مسلمة عند كل المشتغلين بتلك العلوم. وذلك في الأمور العقلية التي تبحث عادة فيما يسمى بعلم النفس والسلوك والاجتماع.

وقد دل المثَل على حقيقتين من هذا القسم، هما:

أولاً: حقيقة أن الكفار يتقلبون في ظلمات حالكة وضلالات لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015