وَلَوْ فُتِحَ لِهَؤُلاَءِ بَابُ مُخَالَفَةَالمَشْهُورِ مِنَ المَذْهَبِ لاتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ، وَهَتَكُوا حِجَابَ هَيْبَةِ الدِّينِ، وَهَذَا مِنَ المُفْسِدَاتِ التِي لاَ خَفَاءَ فِيهَا».
قال القاضي أبو الفضل عياض السبتي عند التعريف به وقد أجازه المازري بتآليفه من المهدية (?):
«هُوَ إِمَامُ بِلاَدِ إِفْرِيقِيَّةَ وَمَا وَرَاءَهَا مِنَ المَغْرِبِ، وآخِرُ المُشْتَغِلِينَ مِنْ شُيُوخِ إِفْرِيقِيَّةَ بِتَحْقِيقِ الفِقْهِ وَمِمَّنْ بَلَغَ فِيهِ رُتْبَةَ الاجْتِهَادِ وَدِقَّةِ النَّظَرِ، لَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِ لِلْمَالِكِيَّةِ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ أَفْقَهَ مِنْهُ وَلاَ أَقْوَى لِمَذْهَبِهِمْ، وَسَمِعَ الحَدِيثَ وَطَالَعَ مَعَانِيهِ، وَاطَّلَعَ عَلَى عُلُومٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الطِّبِّ وَالحِسَابِ وَالآدَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَكَانَ أَحَدَ رِجَالٍ الكَمَالِ فِي العِلْمِ فِي وَقْتِهِ، وَكَانَ حَسَنَ الخُلُقِ، مَلِيحَ المَجْلِسِ، أَنِيسُهُ، كَثِيرُ الحِكَايَةِ وَإِنْشَادِ قِطَعِ الشِّعْرِ، وَكَانَ قَلَمُهُ فِي العِلْمِ أَبْلَغَ مِنْ لِسَانِهِ. كَتَبَ إِلَيَّ مِنَ