كما تقدم فأنزل الله تعالى: " لايؤاخذكم الله" أي على ما له من تمام الجلال (باللغو) وهو ما يسبق إليه اللفظ من غير قصد (في أيمانكم) على أنّي لم أعتمد على سبب النزول في المناسبة إلا لدخوله في المعنى لا لكونه سببا، فإنّه ليس كل سبب يدخل في المناسبة ...

وإنما كان السبب هنا داخلا في مناسبة النظم؛ لأنّ تحريم ما أحل يكون تارة بنذر وتارة بيمين، والنذر في المباح- وهومسألتنا - لاينعقد وكفارته كفارة يمين، فحينئذ لم تدع الحاجة إلا إلى التعريف بالأيمان وأحكامها، فقسمها - سبحانه وتعالى - إلى قسمين: مقصود وغير مقصود، فأما غير المقصود فلا اعتبار به، وأمّا المقصود فقسمان: حلف على ماضٍ، وحلف على آتٍ، فأمَّا الحلف على الماضي فهو اليمين الغموس التي لاكفارة لها عند بعض العلماء ... وأمَّا الحلف على الآتي - وهو الذي يمكن التحريم به - فذكر حكمه هنابقوله 0 ولكن يؤاخذكم) (?)

***

ومن المعالم الرئيسة التي حرص عليها "البقاعي" في تفسيره نقله مقالة " أبي جعفر بن الزبير " في كتابه "البرهان في ترتيب سور القرآن".

وهويصنع هذا في جميع السور، ولا يعلق على ما نقله عنه وكأنَّه يجعل من كلام " ابن الزبير" ما يستكمل كلامه أو يبين وجها آخر من وجوه الربط بين السور

ونحن مفتقرون إلى من يقوم بدراسة علمية تحلل منهاج "ابن الزبير" في تبيان إعجاز بلاغة ترتيب السور، وإلى من يقوم من بعد بالمقارنة بين منهاجه في هذا بمنهاج "البقاعي" فإنَّ ذلك مما نحن في أشد الافتقار إليه

***

وكذلك كان البقاعيّ حريصًا على نقل فصول من رسائل" أبي الحسن الحرالّيّ " فكاد يكون مضمنا تفسيره تلك الرسائل التي جعلها: " الحرالّيُّ " في أصول فهم القرآن الكريم وهذه الرسائل هي:

مفتاح الباب المقفل في فهم الكتاب المنزل

عروة مفتاح الباب المقفل..

التوشية والتوفية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015