وإنَّما لم تدلّ على حدث ولا أكّدت بالمصدر لأنَّهم اشتقوها من المصادر ثّم خلعوا عنها دلالتها على الحدث لتدلَّ على زمن خبر المبتدأ حتَّى صارت مع الخبر بمنزلة الفعل الدالّ على الحدث والزمان

(كان) هل هي زائدة أم ناقصة في بيت الفرزدق التالي:

( ... وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ)

إنَّ (كان) ناقصة وخبرها (لنا) و (كرام) صفة لجيران.

ولا تقع الزائدة في أوَّل الكلام لأنَّ الزائدة فرع ومؤكّد وتقدَّمه يخلٌّ بهذا المعنى

لم جاز ما كان زيد إلا قائما ولم يجز ما زال زيد إلا قائما؟

قيل لأن إلا إذا دخلت في الكلام أبطلت معنى النفي فإذا قلت ما كان زيد إلا قائما كان التقدير فيه كان زيد قائماا وإذا قلت ما زال زيد إلا قائما صار التقدير زال زيد قائما وزال لا تستعمل إلا بحرف النفي فلما كان إدخال حرف الاستثناء يوجب إبطال معنى النفي وكان يجوز استعمالها من غير حرف النفي وزال لا يجوز استعمالها إلا بحرف النفي جاز ما كان زيد إلا قائما ولم يجز ما زال زيد إلا قائما فأما قول الشاعر - من الطويل -

حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا

فالخبر قوله على الخسف وتقديره ما تنفك على الخسف إلا أن تناخ أو نرمي بها بلدا قفرا

لماذا تسمون هذه الأفعال أفعال ناقصة؟

الفعل الناقص هو: ضد الفعل التام والفعل التام هو ما جاء على أصله والتمام بالنسبة للأفعال هو الاكتفاء بفاعله فكل فعل له فاعل يسمى فعلا تاما يقوم به المعنى ... ولكن إذا جاء ما بعده غير متمما للمعنى فيكون هذا فعل ناقص .. لم يتم معناه لمجرد ذكر مرفوع بعده .. لذلك كانت هذه الأفعال أفعال ناقصة لا تكتفي باسمها المرفوع واحتاج إلى منصوب .. وهو خبرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015