ما وهب الله لامرئ هبةً ... أفضْلَ من عقله ومن أدبه

هما حياة الفتى فإن فُقِدا ... فإن فقدَ الحياة أحسنُ به

والأدب يرفع الأحساب الوضيعة، ويفيد الرغائب الجميلة، ويعز بلا عشيرة، وقد قيل: " من قعد به حَسَبه، نهض به أدبه " (?).

قال الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:

(أدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلةُ أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب، فانظر إلى الأدب مع الوالدين كيف نجَّى صاحبه من حبس الغار حين أطبقت عليهم الصخرة (?)، والإخلال به مع الأم -تاويلاً وإقبالاً على الصلاة- كيف امتُحن صاحبه بهدم صومعته، وضَرْب الناس له، ورميه بالفاحشة (?).

وتأمل أحوال كل شقي ومغتر ومُدْبِرٍ كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان.

وانظر أدب الصّدِّيق رضي الله عنه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة أن يتقدم بين يديه، فقال: " ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (?) كيف أورثه مقامه والإمامة بعده، فكان ذلك التأخر إلى خلفه -وقد أومأ إليه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015