أيضًا أنبهك أن الأصل هو الذكر، ولا يعدل عن الذكر إلى الحذف إلا بقرينة، وأحيانًا يتعين الحذف.

كذلك أنبهك إلى أن هذا الدرس يدور حول ركيزتين أساسيتين؛ هما ركنا الإسناد والمتعلقات، وركنا الإسناد هما المسند والمسند إليه، ولكي أبسط هذه المعلومة أذكرك أو أعرفك -أو كما أنت تعرف- أن المسند هو الفعل أو الخبر، الفعل في الجملة الفعلية والخبر في الجملة الاسمية، والمسند إليه هو المبتدأ في الجملة الاسمية، والفاعل في الجملة الفعلية. أما المتعلقات فهو ما يُطلق عليه مكملات الجمل من مفعول، أو حال، أو أنواع المفاعيل على اختلاف ضروبها، أو تمييز أو صفة أو مضاف إليه، إلى غير ذلك مما ليس ركنًا من أركان الجملة.

وأيضًا أنبهك إلى أن هذا الدرس ينفرد فيه نَوْعٌ من أنواع المتعلقات باهتمام البلاغيين دون غيره، وهو المفعول به، فأفردوا أبوابًا؛ لبيان حذف المفعول به وما يتعلق به من أغراض، وهذا ما سننبه عليه أيضًا ونفرده على عادتهم. ومصدر ذلك ما فعله الجرجاني في كتابه (دلائل الإعجاز) عندما اهتم ببيان المفعول به، وصار على نهجه مَن صنَّفَ في هذا العلم.

بيان مسألة الذكر.

الذكر: هو ذِكْرُ المسند إليه أو ذكر المسند، أو ذكر المتعلق -كما ذكرت- فنبدأ ببيان اهتمامهم بهذه المسألة، وحديثهم عن الدواعي التي تؤدي إلى ضرورة ذكر المسند إليه، والمسند إليه -كما تعلم- هو المبتدأُ والفاعلُ.

ابتداءً الأصل هو ذكر المسند إليه، ولا يُعدل عنه إلى الحذف إلا لغرض بلاغي يرجحه على الذكر، ولذلك يقولون: إن الحذف يكون ممكنًا كالذكر، ولكن الذكر يرجحه لأغراض. يعني: يكون مرجحًا على الحذف لأغراض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015