فصل (46)

إذا وصلتَ إلى الحق قد تطرأ (?) عليكَ الحيرة، والدهش، والاصطلام (?)، فاحذرْ أن تخرجَ من طور العبودية والافتقار [والملل] (?) والفتور إلى الاستكبار، أو يتعلق قلبك بالوقوف مع حالةٍ من الحالات (?)، أو يقنع (?) بالأمور السَّافلات، بل جدّ واجتهد إلى أن تصلَ إلى المطلوب يقيناً وإيماناً يثبتك إيصالك (?) إليه عياناً، فتصير الأشياء تبعاً لك بعد أن كنتَ لها تبعاً (?)، وتنال منها بعد أن كنت تنالها، فإن دخل عليك، وخيّل لك استقلالٌ بشيءٍ سلبت، وصرت مفلساً، وعدت بعد أن كنت موضحاً ملبَّساً، ورجعت من الوجود إلى العدم، ومن الصحة إلى المرض، وخسرت الجوهر بالعرض، فنسأل الله الثبات حتى الممات، ونعوذ به من الرجوع إلى قهقرى، والسؤال عما جرى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015