التعذيب وأنواعه فقال: فلشد ما صدمني أن الناس مدنيين وعسكريين يتحدثون عن ذلك جهارا- في غير ما حياء- حديثهم عن شيء طبيعي، وعن فيلم سينمائي أو عن مباراة كرة القدم ...

وضباط آخرون يقولون: هذه الفظائع التي عمت في الجيش الجميع يتكلمون عنها علانية، المدنيون في المقاهي والملاهي، والعسكريون في كتائبهم ومطابخهم، والجميع يستخفون بقولهم، هناك البحر المتوسط بيننا وبين الجزائر وعلى كل حال، فنحن أمة تعلم المدنية ...

فأين هذا من أعمال المجاهدين في معاملتهم لأسرى فرنسيين فإنهم يفضلونهم على أنفسهم في المأكل والملبس ...

أصدرت الحكومة الجزائرية المؤقتة 4 - 15 - 1958 مرسوما يقضي بإطلاق سراح أسرى الحرب بلا قيد أو شرط، وكانت تأمل من وراء هذا السلوك أن ترى الجانب الفرنسي يطبق المبادئ الانسانية بصورة تدريجية على النزاع القائم، وينص هذا المرسوم عن تفريج خمسين أسيرا فرنسيا على دفعات متتابعة ...

بعد ما وصل هؤلاء الأسرى الى ذويهم أعلنوا للعالم بأن قوانين الحرب مضمونة في الجزائر الحرة، وأن نظام أسرى الحرب كما يعرفه القانون الدولي محترم كل الاحترام، فالأسرى يراسلون أهلهم حتى انهم وجهوا اليهم بواسطة الصليب الأحمر الدولي رسائل مسجلة عن أشرطة صوتية، وقد بلغت عاطفة الحنان التي اشتهر بها الجزائريون فجعلتهم يقبلون في كثير من الاحوال على توزيع جرايتهم على الأسرى، وكان الجند الجزائري يضطر الى المشي بلا نعل بعف ما يخلعها ويقدمها الى الأسير الفرنسي، وهو مثخن القدمين ...

هذه المعاملة الحسنة التي يعامل بها المسلمون أعدائهم، هي من تعاليم الدين الحنيف الذي يوصى بالشفقة والرحمة على الضعفاء مهما كانت جنسياتهم وعقائدهم، فهو دين العدل والمسامحة والانسانية الكاملة لا كما يدعى رواد المدينة الغربية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015