كانت عملية (جوميل) تمثل في نظر فرنسا المرحلة الخامسة، ونظرا للدعاية التي أثيرت حولها، والآمال الكبيرة التي علقتها عليها حكومة فرنسا والرئيس ديغول.

اختصت هذه العملية بتطهير منطقة بلاد القبائل من جيش التحرير تمتد مساحة هذه العملية من مدينة دلس الى شرقي مدينة بجاية ساحل البحر ومن الجنوب تمتد من مدينة البويرة الى قرية قنزات، واستعملت القيادة العليا الفرنسية في هذه العملية أكبر قوة مسلحة كما صرح بذلك الجنرال ((زلير)) القائد العام فقال: (لقد وضع في متناول الجنرال شال كل القوى اللازمة لنجاح عملية "جوميل") وأجمعت الصحف الفرنسية على أنها أضخم وأكبر عملية حربية نظمت في الجزائر منذ بداية الثورة ... بدأ الهجوم بمحاصرة بلاد القبائل وفق الخطط التالية، قامت الطائرات العمودية بنقل جنود المظلات الى جبل "أكلفادو" شرقي العزازقة، وهو مركز من مراكز الثوار الهامة، وفي نفس الوقت كانت سفن الأسطول تنقل الجنود الى الشاطئ الصخري عند رأس (سيقلي) غربي مدينة بجاية، وانطلقت الجنود تتسلق الجبال وتتخذ مواقعها عند المسارب والدروب الجبلية الضيقة بينما قامت أربعة آلاف سيارة مصفحة، ومائتا دبابة بمحاصرة الطرق الكبيرة، ولم تقتصر عملية "جوميل" على محاصرة جيش التحرير بمنطقة القبائل فحسب بل شمل الحصار مآت المدن والقرى الواقعة في نطاق العملية وعدم الدخول إليها والخروج منها وكان الجند يفتش جميع المنازل والأكواخ، وكان يساعد القائد العام الجنرال شال في هذه المعركة الخامسة التاريخية الجنرال فور وآخرون ... بادر جيش التحرير الى تجزئة وحداته الى وحدات صغيرة قليلة العدد، وعمل على تجنب المعارك، وهو نفس العمل والخطة التي اتبعها في وهران، وجبال الونشريس غير أنه كلف فرقة خاصة بعمليات تخريب المواصلات، وبث الالغام في طريق السيارات الحربية، ونصب الكمائن للقوافل العسكرية.

رغم القوات الفرنسية الكثيرة لم تتمكن من اكتشاف مواقع جيش التحرير فوجدت فراغا هائلا في الجبال والغابات والشعاب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015