الاشتقاق (صفحة 128)

أُبيٌّ قَتَلَه النبي صلى الله عليه وسلم يومَ أحدٍ مبارَزةً بحربَةٍ، وأخَذَ سيفَه ذا الفَقار. وفي أبَيِّ بن خلفٍ نزلت: " وضَرَبَ لنا مثلاً ونَسِيَ خَلْقَهُ "؛ فإنَّه جاءَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعَظْمٍ حائلٍ، فجعل يفُتُّه وينفُخه في الرِّيح ويقول له: مَن يُحْيي هذا يا محمد؟؟! وزعَموا أنَّ بلالاً رحمه اللهُ ورجلاً من الأنصار، قَتَلاَ أميَّةَ بن خلَف، وعَلِيَّ ابن أمَيَّةَ، يومَ بدر.

قال: وكان ابنُ إسحاقَ يحدِّث عن عبد الرحمن بن عوف في المغازي أنه لما هزم المشركونَ قال عبد الرحمن: فسَلَبتُ أدراعاً فحملتُها، فإذا أميّةُ آخذٌ بيد ابنهِ عَليٍّ. وكان عبد الرحمن في الجاهليّة يسمَّى عبدَ عوف، فقال لي: يا عبدَ عوف! فلم أُكلِّمُه، فقال لي: يا عبد الرحمن! فقلت: ما تشاء؟ فقال: هل لك في أن تأسِرَني وابني فنحنُ خيرٌ لك من أدراعك. فالقيتُ أدراعي وأخذت بأيديهما فلقِيَنا بلالٌ، وكان أميّةُ يعذِّب الناس بمكة، فقال: أميَّة بن خَلَفٍ رأسُ الكفر! فاعتوروهما بأسيافهم حتَّى قتلوهما. فكان عبد الرحمن يقول: ذهبَتْ أدرعي وقُتِيل أُسِيرِي.

وكان أميّةُ مولى بلالٍ، فاشتراه أبو بكرٍ رضي الله عنه وأعتَقَه.

ومنهم: ربيعةُ بن أميّةَ بن خَلَف. وسترى تفسير ربيعةَ في موضعه. وكان ربيعةُ هذا من آنَفِ العرَب وأسخاهم، وجلَدَه عمرُ رضي الله عنه الحدَّ في الخمر، وحلفَ أن لا يقيمَ بأرضٍ حُدَّ فيها، ولا يدينَ مَنْ حَدَّه، فحمله الأَنَف إلى أن أتى الرُّومَ فمات بها نصرانيِّاً.

ومن رجالهم: أبو دَهْبَل. دهبل دهبلةً، إذا مشى مشيْاً ثقيلاً. واشتقاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015