أيضا: الفصيان والواحدة فصية، وهي الخروج من حر إلى برد، ومن برد إلى حر. والفصية تصلح في كل أوقات السّنة متى خرجت من أذى إلى رخاء فتلك فصية، ولا يستعمل الفصل إلّا في حينه، فأمّا الأصمعي فإنّه قال: الفصية: أن يخرج من برد إلى حر، ويقال: أفصى القوم وهم مفصون، ويقال: لو أفصينا لخرجت معك. والشّمس تحل برأس الحمل لعشرين ليلة تخلو من آذار وعند ذلك يعتدل اللّيل والنهار، ويسمّى الاستواء الرّبيعي.

ثم لا يزال النّهار زايدا، واللّيل ناقصا إلى أن يمضي من حزيران اثنتان وعشرون ليلة، وذلك أربع وتسعون ليلة، فعند ذلك ينتهي طول النّهار وقصر الليل، وينصرم ربع الرّبيع، ويدخل الرّبع الذي يليه، وهو الصّيف، وذلك لحلول الشّمس برأس السرّطان، ويبتدئ اللّيل بالزّيادة، والنّهار بالنقصان، إلى ثلاث وعشرين ليلة تخلو من أيلول، وذلك ثلاث وتسعون ليلة، وعند ذلك يعتدل اللّيل والنهار ثانية، ويسمّى الاستواء الخريفي، وينصرم ربع الصّيف ويدخل ربع الخريف، وذلك لحلول الشّمس برأس الميزان، ويأخذ اللّيل في الزيّادة والنّهار في النقصان، إلى أن يمضي من كانون الأول إحدى وعشرون ليلة، وذلك تسع وثمانون ليلة، وعند ذلك ينتهي طول اللّيل وقصر النّهار، وينصرم فصل الخريف، ويدخل فصل الشّتاء، ويبتدئ النّهار في الزيادة، وذلك لحلول الشّمس برأس الجدي إلى مصيرها إلى رأس الحمل، وذلك تسع وثمانون ليلة وربع فعندها ينصرم ربع الشّتاء، ويدخل فصل الرّبيع، فعلى هذا دور الزّمان فاعلمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015