إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق يوم القيامة» فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل. وعن ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - قال: «نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد»؟ قالوا: لا فقال: أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم». رواه أبوداود وإسناده على شرط الشيخين. ونهى - صلى الله عليه وسلم -، عن الصلاة إلى القبور ونهى عن اتخاذها أعيادًا ونهى عن البناء عليها، وتجصيصها والكتابة عليها، وسترها بالستائر وأمر عليا لما بعثه إلى اليمن أن لا يدع تمثالاً إلا طمسه، ولا قبرًا مشرفًا إلا سواه، ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. كل ذلك وغيره مما ثبت عنه، - صلى الله عليه وسلم - دليل على خوفه - صلى الله عليه وسلم -، على أمته من الوقوع في الشرك الذي وقع فيه الأولون بسبب الغلو في الأنبياء والصالحين مما جعلهم يتخذون قبورهم مساجد، وجعلهم يبنون عليها ويتخذون عليها السرج ويلقون عليها الستور فوقعوا بذلك ونحوه في الشرك الأكبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015